ــــ وأذكر بهذه المناسبة أنه زارني مرة أحد الحزميين، وأثناء المذاكرة وجه إليَّ سؤالاً إنكارياً بأنه يلاحظ علي أني لا ألتزم بجميع آراء ابن حزم. فأجبته بأن هذه ليست مسألة مطروحة
بل المسألة المطروحة على المسلمين اليوم هي إحلال قوانين إسلامية مكان القوانين الوضعية الأجنبية التي فرضها الاستعمار على الأُمم الإسلامية، بحيث تكون هذه القوانين محققة لمصالح المسلمين المستجدة، وهم يستطيعون أن يحققوا هذا الهدف الإسلامي الملح والمستعجل، عن طريق الاستفادة من اجتهادات الفقهاء المسلمين الأقدمين، من جهة، بما فيهم ابن حزم نفسه أو من اجتهادات جديدة لمواجهة الحالات التي وجدت اليوم في الدنيا ولم تكن معروفة من قبل، في نطاق النصوص والقواعد الشرعية الخالدة.
ــــ أي أننا اليوم في حاجة إلى تطبيق منهج الاجتهاد الشرعي الذي قننه الشافعي والشاطبي ومارسه ابن تيمية وابن قيم الجوزية وأمثالهما ودعا إلى إحيائه عشرات المفكرين المسلمين المحدثين. وهو اجتهاد مضبوط بالقواعد المحددة، وفي نفس الوقت متفتح على مختلف التجارب الاجتهادية السابقة، وقابل في نطاق المستقبلية الاجتهادية، لإضافة تجارب جديدة لا نهاية لها. وتلك هي، بدون استثناء، أعظم معجزة خالدة للقرآن العظيم، الذي تضمنت خمسمائة آية منه أحكام كل ما يجد في الدنيا إلى آخر الدهر من حوادث ومستجدات، والتي أوجب الله على المجتهدين المسلمين أن يستنبطوا من القرآن أحكام كل ما يستجد منها في كل زمان. وتلك هي الضرورة الشرعية الحتمية المستعجلة لإحياء الاجتهاد الذي تطالب به توصية ندوة الأكاديمية
نص المحاضرة: إحياء الاجتهاد باعتباره قاعدة من قواعد التفكير في الإسلام

اللجنة المشرفة

آثار العلامة محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني (1907 – 1990م) التي نشرفُ على ترتيبها حتى يسهل معالجتها وطبعها - وتقديمها على هذا الموقع - قصد الاستفادة العامة تضم كَمّا هائلا من الوثائق وهو من خريجي القرويين – على يد ثلة من الشيوخ من بينهم أبو شعيب الدكالي ومحمد بلعربي العلوي – وهو من مؤسسي الحركة الوطنية المغربية
كانت حياته كلها كفاحا من أجل نهضة الأمة الإسلامية. دَون لأعنف سجن مر منه في كتاب "من ذكريات سجين مكافح في عهد الاستعمار البغيض أو أيام كولميما". كما كتب عن مراحل الحركة الوطنية وعن دوره في المدارس الحرة من جهة وعن تنسيق الكفاح مع جمعية علماء الجزائر من جهة أخرى، وترجم لجل رفاقه في الكفاح الوطني وكذلك لشيوخه
،بعد استقلال المغرب شغل منصب محافظ المخطوطات بالخزانة العامة بالرباط فنقب في خزانات المغرب وخزانات العالم وعثر على عدة مخطوطات كانت مجهولة
واهتم بكل ما له صلة بالجهاد في تاريخ المغرب. فكتب عن دور القرويين في الدفاع عن السيادة المغربية، وعن تحرير العرائش، وعن رسائل علماء فاس إلى المحاصرين في سبتة، وعن ارتباط المغاربة بالقدس وفلسطين عبر التاريخ...
كما اهتم كثيرا بفكر ابن حزم الظاهري، واهتم بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده خاصة، وبالاجتهاد والمجتهدين في العالم الإسلامي وعبر القرون عامة حتى ألف موسوعة بعنوان "طبقات المجتهدين وأعداء التقليد"
نظرته للحياة تدور حول الاستقلال الفكري -على منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وكما علمه للصحابة الكرام-، المبني على كرامة الأفراد وتقدير عقولهم وعلى الشورى التي تصب في خدمة المصلحة العامة، وعلى مشروعية الاجتهاد على أنه من مكونات الفكر الإسلامي يمكنه أن يضمن مرونة السياسات الإسلامية
وأتيحت له الفرصة في أوائل الاستقلال أن يلقي سلسلة من ثلاثين حديثا في الإذاعة المغربية فصَّل فيها نظام استقلال الفكر مع أمثلة عدة من حياة الرسول والصحابة الكرام جمعت في كتاب تحت عنوان "الدعوة إلى استقلال الفكر في الإسلام" كما صدر له كتاب بعنوان "إحياء الاجتهاد كقاعدة من قواعد التفكير في الإسلام
كان عضوا في الأكاديمية الملكية المغربية وترك رحمه الله آثارا بخط يده تفوق عشرة آلاف صفحة نتمنى أن يصل شعاعها إلى الباحثين والمهتمين وأن تكون في ميزان الحسنات

الدعوة إلى اسـتـقلـال الفـكـر في الإسـلام
من الكتاب وسيرة الرسول العملية وصحابته الكرام

تأليف محمد إبراهيم الكتاني

قراءة في كتاب الدعوة إلى استقلال الفكر في الإسلام

يمكن اقتناءالنسخة الورقية
من مكتبة دار الأمان زنقة المامونية بالرباط

"رابط تحميل الكتاب"

فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في الخزانة العامة بالرباط -القسم 3

تأليف محمد ابراهيم الكناني وصالح التادلي
من منشورات الخزانة العامة بالرباط
سنة 1997
تحت إشراف السيدالوزير المحترم أحمد التوفيق
عرفانا وتقديرا وترحما يشمل المؤلفين حسب تعبيره
جزاه الله عنهما خير الجزاء

لتحميل الكتاب

"اضغط على الرابط"